"نكون أو لا نكون" شعار منتخبنا أمام رواندا

النقطة الرابعة وأكبر عدد من الأهداف.. هي أهم ما نتمناه ويتمناه منتخبنا وهو يواجه منتخب رواندا في الثامنة والنصف من مساء اليوم باستاد الكلية الحربية وهذه المباراة واحدة من أربع مباريات حاسمة ومصيرية في تصفيات كأس العالم لا بديل فيها عن الفوز إذا أراد المنتخب أن يحقق أمل وطموحات 80 مليون مصري في التأهل لمونديال جنوب إفريقيا العام المقبل.
مباراة الليلة التي بلا شك ستشهد إقبالا جماهيريا كبيرا سيملأ استاد الحربية لا تقبل القسمة علي اثنين فالفوز فيها هو البديل الوحيد الذي يبقي علي حظوظنا في المنافسة علي بطاقة التأهل في ظل التقدم الجزائري بالنقاط السبع وتربعه علي قمة المجموعة الثالثة منفردا بعد فوزه المفاجيء علي منتخب زامبيا في عقر داره 2/صفر.
دعاء الملايين لمنتخبنا وهو يواجه الفريق الرواندي الليلة ليس لتحقيق الفوز فقط ولكن لتسجيل أكبر عدد من الأهداف في فريق هو من المفترض أقل فرق المجموعة من حيث المستوي والخبرة.. ولكن علي الجميع وأولهم اللاعبون أن يعطوا هذا الفريق حقه وحجمه حتي لا تتكرر السيناريوهات السخيفة والفصول الباردة التي يفاجئنا بها المنتخب من حين لآخر.. فالتعادل مع زامبيا كان أول هذه الفصول والهزيمة من الجزائر 1/3 كان آخرها.. ولا نريد فصلا آخر.
روح القارات
مطلوب من المنتخب الليلة أن يلعب بروح القارات وبالتحديد بروح وأداء مباراتي البرازيل وإيطاليا.. هذا الأداء الذي أبهر العالم كله.. صحيح الأمر مختلف والمنافس أيضا مختلف ولكن علي اللاعبين أن يستعيدوا ههيبتهم وكبرياءهم في هذه التصفيات لأن الجميع لن يغفر لهم أي سقوط في المونديال لأنه من العيب بل ومن العار أن يخرج المنتخب من مثل هذه المجموعة الضعيفة ونحن أسياد القارة عن جدارة وإلا سيقال عنا أننا لسنا من أرباب المونديال وستظل هذه العقدة تلازمنا طول حياتنا حتي لو رفع الفيفا مقاعد القارة السمراء إلي عشرة.. نحن لا نريد أن نتشاءم.. بل نريد أن نحفز نجوم هذا الجيل ليلحقوا ما فاتهم لأن فرصتهم مازالت بين أيديهم وفي أقدامهم وعليهم أن يعضوا عليها بالنواجذ حتي لا يعضوا أصابع الندم خاصة أن معظمهم لن تتاح له الفرصة مرة أخري.
ولذلك أغلق المعلم حسن شحاتة الباب علي نفسه وعلي لاعبيه منذ العودة من بطولة القارات من أجل الإعداد الجيد لمباراة رواندا ليس خوفا من الفريق الضيف ولكن لأهمية النقاط الثلاث التي يجب أن تكون متوجة بعدد معقول من الأهداف يعوض بعضا من فارق الأهداف الذي يتفوق به المنتخب الجزائري علينا إذا كتب لنا أن نفوز علي رواندا ذهابا الليلة وإيابا يوم 5 سبتمبر القادم في كيجالي ثم علي زامبيا في تشيلولومبوي في أكتوبر.
خطة المعلم
عكف المعلم وزملاؤه شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان خلال الفترة الماضية علي دراسة الفريق الرواندي من خلال شريطي مباراتيه مع الجزائر في كيجالي ومع زامبيا في تشيلولومبوي بزامبيا وتوصل إلي حقيقة مهمة هي أن هذا الفريق يعتبر من نوع السهل الممتنع ولابد من الاجهاز عليه في ربع الساعة الأولي حتي لا تتكهرب المباراة.
وتعتمد خطة المعلم علي الاختراق من الأجناب والعمق مستغلا نقطة الضعف الأساسية في الضيوف وفي ننفس الوقت سيعطي منطقة الوسط أهمية خاصة لاسيما أنها تمثل نقطة القوة الرئيسية عندهم مع عدم اغفال التأمين الدفاعي تحسبا للهجمات المرتدة والتي سيعتمد عليها الروانديون بصفة أساسية وفي الغالب سيلعب المنتخب بطريقة 4/4/2 وهي الطريقة المفضلة للمعلم ويجب أن يعود إليها من وقت لآخر لاسيما في المباريات التي تقام بالقاهرة مع منتخبات أقل في المستوي والخبرة أو تلك التي تلعب برأس حربة واحد وتميل إلي اللعب بطريقة دفاعية.
وإذا كان المنتخب يعاني من غياب بعض نجومه الأساسيين إما للإيقاف مثل عمرو زكي وأحمد حسن أو للإصابة مثل أحمد فتحي وعماد متعب فإن المجموعة الموجودة قادرة عل تعويض هذا الغياب وتنفيذ فكر المعلم وخطته.. ولاشك أن عودة النجم الكبير محمد زيدان من الاصابة التي لحقت به في مباراة إيطاليا وكذلك سيد معوض وأحمد عيد عبدالملك يمثل عودة القوة والخطورة لهجوم المنتخب خاصة أن هذا الثلاثي كان له دور مؤثر جدا في مونديال القارات وبالتحديد في مباراة البرازيل التي سجل فيها زيدان هدفين رائعين وتاريخيين وسيكون من الأجمل أن يسجل مثلهما الليلة.
الفنان والقائد
وسيكون هناك دور محوري للفنان محمد أبوتريكة في قيادة الهجوم من منطقة المناورات وصناعة الهجمات وربط الدفاع بالهجوم مثلما فعل وتألق في بطولة القارات.. أما التشكيل فقد عودنا المعلم علي عدم إعلانه إلا قبل المباراة بساعات قليلة للحفاظ علي حالة الاستنفار القصوي بين اللاعبين حتي آخر لحظة.. ومع ذلك فإن التشكيل المتوقع قد يتكون من عصام الحضري في المرمي وأحمد المحمدي ووائل جمعة وهاني سعيد وسيد معوض في الدفاع.. وأحمد عيد عبدالملك وحسني عبدربه ومحمد شوقي ومحمد أبوتريكة في الوسط.. ومحمد زيدان وأحمد رءوف في الهجوم.. وربما يفجر مفاجأة باشراك لاعب ليس علي البال ولا الخاطر كما فعل عندما أشرك محمد حمص في مباراة إيطاليا وسجل فيها الهدف التاريخي.. والأوراق موجودة ولكنها قليلة العدد والخبرة.
موقف الفريق
يحتل منتخبنا المركز الأخير مع رواندا برصيد نقطة واحدة وسجل هدفين ودخل مرماه أربعة أهداف وذلك بتعادله مع زامبيا 1/1 وهزيمته من الجزائر 1/3 بينما يتصدر المنتخب الجزائري قمة المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط من التعادل مع رواندا بدون أهداف والفوز علي منتخبنا 3/1 وعلي زامبيا 2/صفر ويأتي المنتخب الزامبي في المركز الثاني برصيد أربع نقاط من التعادل معنا والفوز علي رواندا 1/صفر.
الضيوف يطمعون في مفاجأة
ربما يكون المنتخب الرواندي لا يطمع في تذكرة التأهل للمونديال برغم أن فرصته قائمة علي الورق ولكن هذا الفريق يبدو أنه مقتنع أو بالأصح قانع بالمنافسة علي تذكرة التأهل لبطولة كأس الأمم بأنجولا.
ولذلك فهو يطمع في تحقيق مفاجأة بالفوز أو حتي التعادل ليبقي علي حظوظه في التأهل لكأس الأمم.. ويتطلع المدير الفني الكرواتي للفريق برانكو توتشاك إلي التخلص من مشكلة العقم التهديفي التي يعاني منها فريقه من بداية التصفيات.. حيث لم يسجل هدفا واحدا في المباراتين اللتين لعبهما أمام الجزائر وزامبيا.
ولذلك كان تركيزه في الفترة الأخيرة علي معالجة هذه النقطة السلبية وحاول أكثر من مرة البحث عن مهاجم لكنه استقر في النهاية علي مجموعة المهاجمين الموجودة مثل جان بول لوتولا المحترف في بروكسل البلجيكي وبوكوتا لاباما ويلعب توتشاك بطريقة 4/5/1 معتمدا علي اللعب برأس حربة واحد وملء منطقة وسط الملعب بأكبر عدد من اللاعبين وهي نقطة القوة في وجود أفضل اللاعبين وعلي رأسهم هارونا نيوزيما وموتيسا مافيسانجو.
يدير المباراة طاقم نيجيري دولي بقيادة إيمانويل أميري.